عن سوريا

سوريا

سوريا (الاسم الرسمي: الجمهورية العربية السورية) هي دولة عربية ذات نظام جمهوري مركزي، تتكون من 14 محافظة، وعاصمتها دمشق. تقع في الشرق الأوسط، جزء من منطقة بلاد الشام في غرب آسيا. تشترك في حدودها مع تركيا شمالاً، العراق شرقاً، الأردن جنوباً، وفلسطين (إسرائيل)، لبنان، والبحر الأبيض المتوسط غرباً.

تغطي البلاد مساحة تقدر بحوالي 185,180 كيلومتراً مربعاً، وتتميز بجغرافيا متنوعة تتراوح بين مناطق المناخ المتوسطي وشبه القاحل، وبتنوع غني في النباتات والحياة البرية.

تعتبر سوريا، إلى جانب العراق، واحدة من مهود الحضارة الإنسانية. ووفقاً للنظريات الأكاديمية الرائدة، فإن اسم "سوريا" مشتق من "آشور". تاريخياً، يشير مصطلح "سوريا الكبرى" إلى منطقة بلاد الشام الأوسع، والمعروفة أيضاً بالهلال الخصيب، وتختلف في حدودها عن الدولة السورية الحديثة.

التقسيمات الإدارية والثقافية

تنقسم سوريا إلى 14 محافظة، لكل منها هويتها الثقافية الفريدة:

• دمشق – قلب الحضارة: عاصمة الأمويين وروح بلاد الشام، حيث يتردد صدى التاريخ في كل زقاق ومئذنة.
• ريف دمشق – الطبيعة والتراث: من غوطتها الخضراء إلى جبالها الهادئة، تعكس الأصالة الريفية وإرث بلداتها.
• حلب – عاصمة التجارة والغناء: بقلعتها الشاهقة وأسواقها العتيقة، تفتخر حلب بإرث غني من الحرف والثقافة.
• درعا – بوابة الثورة: مهد الانتفاضة السورية، المتجذرة في الكرامة والفخر العربي.
• القنيطرة – الجولان الصامد: رمز للمقاومة ضد الاحتلال، يروي قصة التحدي والنضال.
• السويداء – جبل العرب: موطن الدروز، المعروفة بالكرم والتقاليد العميقة والانفتاح الثقافي.
• حمص – قلعة التعايش: مدينة النخيل والموسيقى، حيث يلتقي التنوع بالفكاهة والدفء.
• حماة – نواعير التاريخ: حيث لا تزال النواعير القديمة تدور، شاهدة على إبداع وتناغم أهلها.
• طرطوس – عروس الساحل: مزيج من البحر والتاريخ، تقدم الدفء والضيافة في جو هادئ.
• اللاذقية – سحر الساحل وروح الشباب: مشهورة بلهجتها الساحلية، طاقتها النابضة، وجوها المرحب.
• إدلب – موطن الفن الشعبي: أرض الزيتون والريف الواسع، حيث تزدهر الموسيقى والأزياء والمهرجانات التقليدية.
• الرقة – عاصمة العباسيين: مدينة على نهر الفرات كانت ذات يوم عاصمة الخلافة العباسية، مليئة بالعمق التاريخي.
• دير الزور – جسر الفرات وإرث البادية: من حكايات نهرها إلى كرم ضيافة قبائلها، تجسد روح شرق سوريا.
• الحسكة – فسيفساء الثقافات: موطن للأكراد والعرب والآشوريين والأرمن — مثال استثنائي على التعددية الثقافية السورية.

التاريخ

سوريا من أقدم المناطق المأهولة بالسكان بشكل مستمر في العالم. لقد كانت موطناً للعديد من الحضارات القديمة، بما في ذلك الأكاديون، الآراميون، الفينيقيون، الرومان، البيزنطيون، ولاحقاً الإمبراطوريات الإسلامية.

خلال العصر الإسلامي، أصبحت دمشق عاصمة الخلافة الأموية، وتحولت إلى مركز سياسي وثقافي رئيسي.

خضعت سوريا لاحقاً للحكم العثماني لقرون، وبعد الحرب العالمية الأولى، أصبحت تحت الانتداب الفرنسي. حصلت على استقلالها في 17 أبريل 1946، وهو يوم يحتفل به بيوم الجلاء.

شهد منتصف القرن العشرين عدة انقلابات عسكرية، حتى عزز حزب البعث السلطة في نهاية المطاف.

في عام 2011، اندلعت احتجاجات شعبية سلمية في جميع أنحاء البلاد، مطالبة بالحرية والكرامة والإصلاح. قوبلت هذه الاحتجاجات بقمع عنيف، مما أدى إلى صراع واسع النطاق تسبب في مقتل مئات الآلاف وتشريد ملايين داخل وخارج البلاد.

استمرت الحرب لسنوات، محوّلة سوريا إلى ساحة للصراع الإقليمي والدولي.

أخيراً، في 8 ديسمبر 2025، أعلن الشعب السوري تحرير سوريا من نظام الأسد، مما يمثل فصلاً جديداً في تاريخها الطويل والمؤلم.